أعلن إراسموس بلس، وهو برنامج أوروبي للتعاون ودعم التعليم والتدريب والشباب والرياضة، عن المشاريع التي نجحت وحصلت على دعم لدورة 2020، وقد فاز مشروعنا الذي تنسقه الجامعة الأردنية بالتعاون مع تسع جامعات أخرى بدعم مقداره 850 ألف يورو، علمًا أنه تم اختيار 164 فقط من أصل 1005 طلبات تم تقديمها.
والمشروع هو مشروع بناء قدرات وعنوانه “تطوير مناهج للذكاء الاصطناعي والروبوتات” ويهدف إلى تطوير البرامج الموجودة حاليًا في مستويات البكالوريوس والماجستير وإنشاء برامج بكالوريوس وماجستير جديدة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ويتضمن تطوير مناهج وطرق تدريس وإنشاء مختبرات حديثة وعمل دورات تدريبية.
حصل هذا المشروع على دعم الاتحاد الأوروبي لفكرة المشروع التي انبثقت من التطور التقني الحديث وبروز تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتنجيم في البيانات والبيانات الكبيرة التي يعتمد عليها التطور التكنولوجي الحديث والثورة الصناعية الرابعة. هذه التقنيات تهدد بتغير الاقتصاديات العالمية وتحول إنتاج البضائع والخدمات إلى الجهات والدول التي تمتلك هذه التقنيات على حساب الدول والجهات الأخرى التي تنقصها مثل هذه التقنيات. للأردن فرصة لتحسين الاقتصاد ونسب التوظيف بأن نستفيد من هذه التقنيات وأن نطور منتجات وخدمات تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي للعمل بكفاءة وحداثة. فالمشروع يهدف إلى تطوير المناهج في الجامعات الأردنية والجامعات الشريكة لمواكبة التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والطريقة هي بالتشارك مع أفضل الجامعات المتخصصة الأوروبية ونقل المعرفة والتكنولوجيا من هذه الجامعات إلى الجامعات الأردنية وإلى شركاءنا أيضا في دولة لبنان الشقيقة.
الأردن يعد من الدول الرائدة في المنطقة بالتمكن من تقنيات البرمجيات وتصنيع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، طبعا هناك إنجازات جيدة وبعض الشركات الأردنية حققت نجاحات عالمية وتم شراءها من كبرى الشركات العالمية، لكن التطور أقل من الطموح ونحتاج أن نركز على هذا الموضوع لأن المستقبل يعتمد على هذه التقنيات. هدفنا نقل التكنولوجيا، هدفنا تطوير المناهج، هدفنا تدريب مهندسين قادرين ليس فقط على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أو استخدام تقنيات الروبوتات ولكن استخدام هذه التقنيات بالتناغم للحصول على حلول ذكية تكون كفؤة ومنافسة في المنطقة وفي العالم.
ومن الجدير بالذكر هنا أن من اهتمامات الفريق البحثي الموجود في قسم هندسة الحاسوب في الجامعة الأردنية قضايا حوسبة اللغة العربية واستخدام تقنيات تعلم الآلة لخدمة اللغة العربية، على سبيل المثال من الحلول التي قدمناها مؤخرا حلول التشكيل الآلي للنصوص العربية، النص غير المشكل يصعب نطقه ويمكن أن يكون فيه لبس لكن عند تشكيله بشكل دقيق تسهل قراءته من المتمكنين ومن المبتدئين في اللغة العربية، أيضا نهتم بالتعرف الآلي على الخطوط المكتوبة باليد وتحويل صور الوثائق إلى نصوص حاسوبية.
نحن نستخدم تقنيات تعلم الآلة والتي تحتاج إلى بيانات ضخمة، عشرات الألوف من الأمثلة، مثال لإحدى التطبيقات أن تعطي الآلة نصوص فيها أخطاء إملائية شائعة وما يقابلها من نصوص سليمة، وبهذه التقنيات تتعلم الآلة كيف تصحح الخطأ، وهذا أيضا حققنا فيه دقة عالية جدا، ونطمح في المستقبل القريب، إن شاء الله عند توفر الدعم، أن نطور أدوات للأردنيين وللعرب تمكنهم من التحدث بلغتهم العادية وتحويل اللغة الركيكة التي تحتوي بعض الأخطاء إلى لغة عربية سليمة، وهذا شيء يخدم لغتنا وينسجم مع مشاريع كبيرة وكثيرة لدعم اللغة العربية والمحافظة عليها.
وأود في هذه المناسبة أن أشكر زملائي فريق هذا المشروع على جهودهم الخلاقة في تحضير مقترح المشروع، وهم زملائي من أقسام هندسة الحاسوب وهندسة الميكاترونكس وهندسة الميكانيك في الجامعة الأردنية، وجامعة الطفيلة التقنية، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والجامعة اللبنانية، وجامعة بيروت العربية، وجامعات من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا واليونان.