أنجزنا مؤخراً دراسةً بعنوان رصد واقع اللغة العربية في ميدان التواصل على شبكة الإنترنت والهاتف المحمول: دراسة علمية ميدانية تحليلية – الواقع والمأمول وذلك بتكليف من مجمع اللغة العربية الأردني واللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة.
ملخص الدراسة
هذه الدراسة هي رصد لواقع استعمال اللغة العربية كتابةً وخطاباً في تقانة المعلومات والاتصالات (الحاسوب، والشابكة، والهاتف المحمول)، في ميدان التواصل، والتحديات التي تواجهها، واقتراح وسائل معالجتها. وقد تناولت عينة تكونت من 8538 نصاً موزعة على النحو الآتي: 2507 نصوصٍ من الفيسبوك و1514 نصاً من تويتر و1504 نصوص من المواقع الإخبارية و511 نصاً من المدونات والتعليقات عليها و2502 من نصوص رسائل الهاتف المحمول بدراسة إحصائية تحليلية، ولغوية تفسيرية.
وسعت هذه الدراسة إلى تجاوز الدراسات السابقة بدراسة البنية اللغوية للتواصل الشابكي وصولاً إلى رصد مظاهر تأثير الشابكة ووسائل التواصل الاجتماعي في اللغة العربية: في المعجم، والتركيب، والأسلوب، ومستويات الاستعمال. وتأمل أن تكون بداية لدراسات مستقبلية تعتني بتداولية الخطاب التفاعلي الشابكي ( المحادثة، الرسائل الإلكترونية، إلخ) بوصفه موضوعًا جديدًا في الدرس اللساني العربي من ناحية، وبوصفه منهجًا ينطلق من دراسة الواقع اللغوي الذي تنهجه لسانيات المدوَّنات.
وقد أظهرت الدراسة المشكلات اللغوية في هذا الميدان، وهي محصورة في ثلاث مشكلات:
- مشكلة الثنائية اللغوية، وتجلت في استخدام مفردات إنجليزية إلى جانب اللغة العربية في 5% من النصوص التي شملتها الدراسة، وفي كتابة النص العربي بالأبجدية الإنجليزية التي عرفت باسم “عربيزي” في 14% من مجمل تلك النصوص.
- مشكلة الازدواجية اللغوية، وتجلت في مزاحمة اللهجة العامية للغة الفصحى في النصوص المكتوبة؛ إذ تبين أن أكثر من نصف نصوص العينة (55%) قد كتبت بلهجة عامية، وحوالي 8% كتبت بمزيج من فصحى وعامية، وباقي نصوص العينة حوالي 36% كتبت باللغة الفصحى الخالصة.
- مشكلة الضعف اللغوي في مستويات اللغة الكتابية والمعجمية والصرفية والنحوية والتركيبية.
وقد لوحظ أن مشكلة الثنائية اللغوية لها ارتباط مباشر مع وسائل الاتصال الحديثة: الشابكة والهاتف المحمول، أما مشكلة الازدواجية اللغوية فقد كانت موجودة باستمرار باختلاف العصور، لكن أثر ميدان التواصل في هذا الجانب أنه نقلها من مستوى اللغة المنطوقة إلى اللغة المكتوبة، وهو ما جعلها ذات خطورة واضحة.
وخرجت الدراسة بمجموعة من المقترحات والتوصيات توزعت على الجوانب التشريعية والعلمية والمعرفية والتربية والتعليم والبحث والتطوير والإعلام. ولعل أكثر هذه المقترحات والتوصيات إلحاحًا لمواكبة تطور التقنية وتأثيرها على الأجيال ما يأتي:
- زيادة الإنفاق على مشروعات البحث العلمي والتقني القاصدة إلى تعريب التقنيات وبنائها باللغة العربية.
- تشجيع البحث والتطوير في اللسانيات الحاسوبية ومعالجة اللغة العربية ودعم برمجياتها المتنوعة في بنية الحاسوب وفي وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الهواتف المحمولة.
سوف ينشر هذا التقرير قريباً من اللجنة ويمكن الحصول على نسخة أولية منه عن طريق الرابط التالي: